بين الراحة والرسالة
الإجازة الصيفية نعمة من الله، ولكنها أيضًا أمانة ومسؤولية.
فكما أن أبناءنا استراحوا من عناء الدراسة، فإننا كآباء ومربّين نُسأل: كيف سنوجّه وقتهم؟
هل سيضيع في النوم، والأجهزة، واللهو؟ أم سيكون موسمًا للخير، والحفظ، وبناء الشخصية؟
خطر الإجازة بلا تخطيط
غياب التخطيط للإجازة سبب رئيس للفشل التربوي.
الكثير من البيوت تفقد النظام والانضباط خلال الإجازة، وتدخل في فوضى أوقات النوم، والطعام، والأجهزة، مما يسبب فراغًا قاتلاً.
أهم 3 آفات تهدد أولادنا:
-
الخمول والكسل:
الطفل بحاجة إلى حركة ونشاط.
الألعاب الحركية مثل السباحة، وركوب الدراجة، وكرة القدم، ضرورة تربوية. -
التلوث الفكري:
التعرض للمحتوى الإباحي أو الفاسد عبر الإنترنت والقنوات يدمّر الأخلاق والعقول.
الواجب: حماية المنزل وفلترة المحتوى بوعي. -
الصحبة السيئة:
رفقاء السوء هم بداية الانحراف، وقد ينتهي الأمر بتضييع الصلاة، وتعاطي المحرمات، وترك الطموحات.
مسؤولية المربي القرآني
قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا” [التحريم: 6]
إنها مسؤوليتك – يا ولي الأمر – أن تخطط لأوقات أولادك بما يعود عليهم بالفائدة الدينية والعقلية والنفسية.
برامج عملية لقضاء الإجازة بالمفيد
-
الالتحاق بدورات تحفيظ القرآن المكثفة
المنتشرة في المساجد والمراكز النسائية، وهي من أعظم الاستثمارات التربوية.
-
تعلم العلوم الشرعية الأساسية
من خلال قراءة كتب مبسطة، أو حفظ متون، أو حضور دروس العلماء في منطقتك أو عبر الإنترنت.
-
المهارات والتقنية
تعليم الحاسوب، أو اللغة الإنجليزية، أو تطوير المهارات الحياتية (مثل إدارة الوقت والاعتماد على النفس).
-
النوادي الصيفية الهادفة
التي تجمع بين المرح والفائدة، وتحت إشراف تربوي موثوق.
-
السفر التربوي
بدلاً من السفر إلى بلدان تُفقد فيها القيم، لماذا لا نزور مكة أو المدينة أو مناطق طبيعية قريبة تُنعش الجسد والروح معًا؟
تذكير أخير: عن الوقت سنُسأل!
قال ﷺ: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن عمرِه فيمَ أفناه…” [رواه الترمذي]
الإجازة ليست وقتًا للفراغ، بل فرصة لمضاعفة الأجر، وتعويض ما فات، وغرس قيم القرآن في قلوب أولادنا.
روابط مفيدة على hafizulquran.net
شاركنا تجربتك
هل وضعت خطة لإجازة أبنائك هذا العام؟
شاركنا أفكارك وتجاربك في التعليقات لتلهم غيرك، وانشر هذا المقال لكل من تحب.